الخميس، 14 أبريل 2011

محمود محمد الناكوع: الزنتان فى مركز الأحداث بطولات وملاحم

منذ 15 فبراير 2011 كانت بداية الانتفاضة فى مدينة الزنتان الواقعة وسط الجبل الغربى/ جبل نفوسة. وللزنتان وأهلها عمق تاريخي فى البطولات والفروسية والشجاعة،نقرأها فى عدة كتب منها:

ما بعد القرضابية لخليفة التلليسى. أبطال الجهاد فى طرابلس الغرب للشيخ الطاهر الزاوى. نماذج فى الظل للأديب المؤرخ على المصراتى. نحو فزان لجرتسيانى... وكتب أخرى لعدد من الكتاب الليبيين منهم كتاب من الزنتان.

 وتقع الزنتان فى وسط السلسلة الجبلية الممتدة من نالوت غربا إلى غريان شرقا. وعدد سكانها يبلغ الآن أكثر من أربعين ألفا جلهم من من الشباب وهي نسبة عالية فى كل ليبيا.

 ولقد كانت انتفاضة مدينة الزنتان متميزة منذ اللحظات الأولى ومن أهم مميزاتها أن سكانها كانوا على قلب رجل واحد... فهم جميعا شيبا وشبابا رجالا ونساء جسدوا وحدة الموقف ووحدة الهدف... الموقف هو الالتحام بالثورة الشعبية العارمة... والهدف هو تغيير النظام السياسى تغييرا جذريا. وعبروا عن ذلك فى مظاهرات سلمية فى بداية الأحداث... وأدركوا منذ تلك البداية بحسهم النضالى وتجاربهم مع السلطة الظالمة القائمة فى البلاد فى انتفاضات سابقة أنه لا يفل الحديد إلا الحديد.. أي أن السلطة لا تعرف الحلول السلمية ولا تستجيب لطلبات الناس فأمتشقوا السلاح وخاضوا المعارك مع كتائب الأمن القذافية تساندها قوات من المرتزقة... وأبلوا بلاء مشهودا فى المعارك التى خاضوها فى جنوب الزنتان... وتمكنوا من تحقيق انتصارات باهرة وغنموا الكثير من الاسلحة.

 وقد انضم إليهم عدد من الضباط الذين انشقوا عن سلطة القذافى واختاروا أن يكونوا مع أهلهم وعائلاتهم فى الزنتان فزاد ذلك من قدرات الثوار العسكرية الميدانية.
 وشارك معهم أيضا فى بعض تلك المعارك شباب شجعان من عدة مدن بالجبل وخاصة المجاورة لهم ومنها مدن "جبالية أي أمازيغ" بل هناك من جاء من مدن ساحلية منها صبراته.

 وسطروا جميعا ملاحم بطولية سيسجلها التاريخ بكل تفاصيلها فى المستقبل القريب... تلك البطولات هي التى جعلت مدينة الزنتان فى مركز الأحداث عسكريا وإعلاميا وسياسيا وإنسانيا لأنها كانت قلعة حصينة صامدة... وساهم خطباء المساجد و شعراء الشعر الشعبى من أبناء الزنتان فى اثراء ثقافة ثورة الأحرار وإلهاب حماستهم لتظل النفوس فوارة ملتهبة لا تخشى الموت ولا تتردد حين لحظة النزال.

 وكان المنتفضون فى الزنتان يرددون شعارا وطنيا وحدويا منذ بداية الانتفاضة ونصه:
 "من بنغازى للزنتان تريس تقاتل فى الميدان" تريس تعنى: رجال.

 ونتيجة لتلك الأمجاد والانتصارات سوف تصبح الزنتان مزارا لكثير من المعجبين بصمود سكانها من داخل ليبيا وخارجها. وقد قال لى كثيرون إنهم يتطلعون إلى أقرب فرصة لزيارة الزنتان وسكان الزنتان ليمشوا على تراب تلك البلدة الطيبة وليصافحوا رجالها الشجعان.

 هنيئا لكم يا أهل الزنتان ويا أهل كل ذلك الجبل الشامخ بشجاعتكم وصمودكم وتضحياتكم... والله معكم ونسأله تعالى أن يجزيكم خير الجزاء على حسن عملكم، لقد احسنتم تنظيم أنفسكم فى جبهة متراصة حيث لا وجود " للطابور الخامس " ولا وجود " للجان الثورية " وأحسنتم الأداء فى معارك خضتوها متسلحين بالإيمان والعتاد وكنتم أهلا للانتصار والفوز.

 لقد أحسنتم فى كل شيئ وقد ذكر الله فى كتابه القرآن الكريم حبه لمن يحسن العمل قائلا: (إن الله يحب المحسنين).

 فالمزيد المزيد من الإحسان والاتقان فى كل شيئ يا أبطال ثورة التغيير الكبير ثورة 17 فبرايرــ ولا شك أن صمود المقاومة سياسيا وعسكريا فى كل مدن ليبيا ستكون له نتائج ايجابية على أرض الواقع وفى المستقبل القريب.

 لقد حقق أهلنا فى الزنتان وفى كل الجبل انتصارات باهرة يوم أن بادروا بالانتفاض منذ اللحظات الأولى... ويوم أن صمدوا ونجحوا فى دحر كل محاولات الاختراق لدخول المدن.

 تحية إكبار وتقدير إلى نساء الزنتان وللادات الأبطال... وتحية إلى كل نساء ليبيا الصامدات الصابرات فى هذه الأيام الصعبة.

 هنيئا لكل أخوات الأبطال... هنيئا لعمات وخالات الأبطال.. هنيئا لجدات الأبطال.. هنيئا لكم جميعا رجالا ونساء بما صنعتم من تاريخ مجيد ستقرأه الأجيال وتجعله شاهدا على قيم البطولة والفروسية.

 لقد التحمت مدن الجبل وأبطالها التحاما عظيما وأقامت شبكة متينة للتنسيق والتعاون والعمل المستمر.

 ورغم كل ما تملكه كتائب الإرهاب من عتاد ومن مرتزقة فإن معنويات شباب الجبل كل يوم تزداد علوا بسبب انتصاراتهم، بينما عدوهم فى حالات من الانهيارات المتتالية لأنهم لا قضية لهم ولا مستقبل لهم.

 وتؤكد المعلومات أنه فى كل عدوان على أية مدينة جبلية يهب شباب الزنتان لنجدتهم والدفاع عنهم... وفى كل مرة تُستهدف الزنتان يهب شباب المدن الأخرى للدفاع عنها... يالها من صفحات تاريخية مجيدة تبشر بمستقبل خير مشرق لكل سكان الجبل... ولكل الشعب الليبى الذى قرر أن يحطم قيوده وأن يحرر نفسه من وهم ظل يحكمه ويخيفه لأكثر من أربعين عاما.

 بارك الله أعمالكم ياشباب الجبل وزادكم ألفة واتحادا وكتب لكم النصر والعزة.
 "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين"

المصدر: المشهد الليبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق